نحط الرحال في تونس ،هي صحفية في وكالة تونس إفريقيا للأنباء مختصة في مجال الصحافة المكتوبة وفي تقنيات الصحافة الاستقصائية السيدة نرجس بديرة ناجي تحدثنا عن تجربتها الصحفية ورأيها في المشهد الإعلامي في تونس برمته:
س1: إذا أردنا تقديم السيدة نرجس بديرة ناجي للجمهور كيف نقدمها؟
-نرجس بديرة رئيسة تحرير بوكالة أنباء تونسية، مراسلة لوكالة أنباء ومكلفة بالإعلام في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الكسو”. متزوجة وأم لولدين (مهدي يدرس طيران بتونس ويوسف وهو في التاسعة أساسي) .
س2: لنتحدث في الجانب الشخصي من حياة السيدة نرجس ،كيف تقضي يومها ؟ وما هي هوايتها المفضلة؟
-بالنسبة للجانب الشخصي في حياتي ليس مختلفا عن العديدين وهو يتمثل في الاعتناء بالبيت في أوقات فراغي، لاسيما عندما لا يكون لدي شغل. كما أتابع دراسة إبني الصغير. ولا يفوتني أن انسي تخصيص وقت لصديقتي الوحيدة ، المتمثلة في أمي الغالية صباح .
بالنسبة لهوايتي، فهي تتمثل في المطالعة ومتابعة مسابقات رياضة الفروسية على التلفاز ان كان الوقت متاحا بالنسبة لي، أو ركوب الخيل باعتبار ولعي برياضة الفروسية منذ كنت طفلة (مارستها لأكثر من 20 سنة ..قفز على الحواجز) .
س3:لو تحدثينا عن توجهك للصحافة والإعلام هل كان رغبة شخصية ؟ أم رغبة عائلية؟
-بالنسبة لتوجهي للصحافة، كان اختيارا مني ورغبة شخصية رغم اعتراض والدي رحمه الله (كان عقيدا بالجيش التونسي) وكانت له في السابق أحكام مسبقة على مهنة الصحافة لاسيما بالنسبة للصحفيات.
إذ كان والدي في البدايات يرفض فكرة سفر الصحفية أغلب الوقت لتغطية المؤتمرات خارج أرض الوطن أو حتى داخله وعدم وجود وقت محدد يضبط وقت عملها …كان يعتقد أنها مهنة المتاعب بحق ولا تصلح للمرأة.
لكن بحصولي على معدل عال في البكالوريا تمكنت من الحصول على اختياري الأول المتمثل في التوجيه للدراسة في معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس وتحقيق حلمي.
و الحمد لله بعد تخرجي من المعهد سنة 1998، ودخولي عالم الصحافة اقتنع والدي شيئا فشيئا باختياري الصائب وعرف مدى عشقي لمهنة الصحافة ودعمني.
س4: إذا نظرنا للساحة افعلامية التونسية والعربية بمن تأثرت السيدة نرجس ومن تعتبره قدوة لها (إن صحت العبارة)؟
-الساحة الإعلامية التونسية والعربية تزخر بأسماء لامعة ومعروفة نعم ..لكني تأثرت بأساتذتي في معهد الصحافة وعلوم الأخبار وما قدموه لنا من دروس وقواعد مهنية تساعدنا في عالم الصحافة على غرار محمد شلبي، عبد الكريم الحيزاوي ومحمد العياري، مهدي الجندوبي وغيرهم .
وكنت في بداياتي مولعة بالصحفية اللامعة التونسية نجاة بن عبد الله وأيضا بفاطمة كراي.
س5:بالنظر لتجربتك المحترمة في الصحافة والإعلام في تونس ،كيف تقيمين المشهد الإعلامي في تونس؟
-المشهد الإعلامي في تونس هذه الأيام يتسم بالقتامة إن صح التعبير، فالعمل الصحفي وجوهره يتمثلان في إنارة المتلقي بالمعلومات والأخبار والحقائق الصحيحة لكن اليوم نشاهد أن الصحفي أصبح يبحث عن نشر الخبر الزائف دون التحري بعيدا عن أخلاقيات المهنة.
وأعتقد أن جميع المدونات الأخلاقية المهنية وأول التحديات تفرض علينا السعي الى البحث عن الحقيقة وعدم التلاعب بالٍرأي العام وإنارته بعيدا عن لعبة المصالح الضيقة التي أصبحت تحكم الصحفي اليوم وتتحكم في موضوعيته وحياديته .
س6: سيدة نرجس ماهو السبيل لتطوير والنهوض بالمشهد الإعلامي في تونس؟
– تحسين جودة الإعلام هو السبيل لتطوير المشهد الإعلامي بتونس عبر إتباع النزاهة والموضوعية والحيادية التامة في التعامل مع أي خبر، والابتعاد عن إبداء رأي الصحفي فباعتقادي ومن خلال تجربتي في الإعلام بوكالات أنباء وأخرى إخبارية يجب أن يبتعد الصحفي عن إبداء رأيه والتحكم بعواطفه ولا يقوم بتوجيه الرأي العام.
كما أن تطوير المشهد السمعي البصري أساسي في ظل التحديات الرقمية المتطورة التي يشهدها العالم. هذا مع وجوب دعم برنامج إصلاح الإعلام العمومي بتونس من خلال تطوير الإطار القانوني وفق المبادئ والمعايير الدولية في هذا المجال وتوخي الالتزام بحق الرأي العام في المعلومة.
أما بالنسبة للحكومة فمن واجبها تمكين الصحفيينمن النفاذ إلى المعلومات من مصادرها، ليقوموا بعملهم على أكمل وجه،وتفعيل بعض المشاريع الضرورية في عملية التعديل وفي مقدمتها بعث هيكل لقياس نسب الاستماع والمشاهدة، وإحداث صندوق لدعم جودة مضامين الإعلام السمعي البصري.
س7: ما هو موقفك من المؤسسات ومراكز التكوين والأكاديميات الخاصة التي تقوم بتقديم دورات في مجال الصحافة والإعلام مما أثر على خريجي معهد الصحافة في تونس في سوق الشغل؟
-أنا ضد المؤسسات ومراكز التكوين والأكاديميات الخاصة التي تقوم بتقديم دورات في مجال الصحافة والأعلام لأنها اختلطت بالحابل والنابل ..
أنا مع تقنين هذا القطاع حتى لا يكون هناك دخلاء على القطاع ويؤثرون على الصحافيين الجدد سلبيا وفي سوق الشغل اذ أصبحنا نرى أشباه صحافيين لا يتقنون أبجديات التحرير البسيطة ولا كتابة خبر.
س8: رسالتك للمواهب الشابة المولعة بهذا المجال وتطمج لإقتحام مجال الإعلموالصحافة ؟
-رسالتي للمواهب الشابة المولعة بمجال الصحافة وعلومها وتطمح لاقتحامها، أن تحب الصحافة وتعشقها لتنجح فيها مع وجود الرغبة على المعرفة والتطوير من الذات والاقتداء بالأساتذة والدكاترة في معهد الصحافة وعلوم الأخبار بخصوص أبجديات الصحافة وعلومها.
أنصح كذلك بالمطالعة والاطلاع على الكتابات الصحفية حتى ينمي الصحفي الشاب من مهاراته في الكتابة ويطورها مع العمل على تنمية المعارف اللغوية له لاستخدامها في الاطلاع على مواضيع صحفية أجنبية، ومتابعة العناوين في المواقع والصحف العالمية والاطلاع على التطورات التقنية والفنية في عالم كتابة المحتوى الإلكتروني.
حاورتها احلام رحومة