في سياق المتابعة للأوضاع في ليبيا الكاتب والمحلل السياسي الليبي موسى تيهوساي حول مستجدات المشهد في ليبيا وأخر تطورات الإستحقاقات الإنتخابية:
س1: ليبيا مرت ولازالت تمرّ بتغييرات كبيرة في المشهد السياسي لو تجمل لنا أستاذ موسى تيهوساي المشهد سياسيا؟ وإلى أين وصل؟
الأزمة السياسية في ليبيا هي أزمة مركبة وحلها يحتاج إلى تسلسل في الإجراءات وحكمة وتدرج في تطبيق الحلول، وإلا فلن يكون هناك حل جذري وواقعي للأزمة وكل مقترحات الحلول السابقة سقطت في التفاصيل واصطدمت بعدم الواقعية في الطرح والتطبيق، مثال ذلك البحث عن الخروج من الأزمة دفعة واحدة أو محاولة إقرار مرحلة دائمة دون حل المعضلات والتعقيدات الجوهرية اللازمة لذلك كحسم التشظي الأمني والاجتماعي والانقسام الحاد في المؤسسات.
س2: تتزامن المستجدات السياسية مع أخرى أمنية تهدد أمن وإستقرار ليبيا ،لو تجملها لنا؟ وما سبب هذه التوترات من حين إلى آخر؟ ومن المستفيد منها؟
الوضع الحالي بما في ذلك معضلة الحكومتين والانفلات الأمني هو وليد انقسام سياسي على مستوى السلطة التشريعية النواب والدولة والتباينات الخارجية حول شكل الحل المفترض للازمة ومقترحات شكل الدولة في المسودة الدستورية التي يجر العمل عليها حاليا. والتهديدات الأمنية هي أمر شبه عادي في ليبيا مع الأسف ومع ذلك ليس هناك احتمالات أن تكون هناك حرب جديدة على المدى القصير.
س3:وليس بعيدا عن الوضع السياسي والأمني كيف تقيمون آداء حكومة عبد الحميد الدبيبة؟وهل هي قادرة على الوصول بليبيا لبرّ الأمان؟
حكومة الدبيبة حكومة آمر واقع ولا يمكنها إجراء الانتخابات لأنها لا تسطير إلا على غرب البلاد .. لكن في المقابل حتى حكومة باشاآغا المقترحة لا تستطيع هي الأخرى إجراء الانتخابات لنفس المشكلة ما يعني ان مسالة الانتخابات أصبحت بعيدة جدة إلا اذا اتفاق مجلسي النواب والدولي على آلية دستورية مرضية لكل الأطراف.
س4: أستاذ موسى من خلال متابعتك للبعثة الأممية في ليبيا ،ماهو تقييمك لأدائها ؟وهل هي قادرة على تحقيق الأمن والإستقرار للشعب الليبي والمنطقة برمتها؟
البعثة الأممية تعاني من ارتدادات الخلاف الغربي الروسي في مجلس الأمن، حيث أصبح دور البعثة لا يتعدى التصريحات الإعلامية مع تأثير طفيف لمستشارة الأمين العام ستيفاني وليامز التي تعمل من أجل ترك اثر ما قبيل مغادرتها المحتملة نهاية الشهر الحالي.
س5: كيف ترى دور النخب المثقفة والسياسية والنشطاء في المجتمع المدني في هذه المرحلة التي تمرّ بها ليبيا الحبيبة؟
النخب المثقفة في ليبيا مقسمة وفق التقسيم السياسي، حيث تستميت بعض النخب من أجل حراسة رؤية العسكر لليبيا وهي حكم عسكري للبلاد مع منح بعض الحريات غير السياسية في ليبيا. بينما يخفت قليلا صوت النخب الوطنية التي ترى أن المخرج الوحيد للبلاد هو فك الارتباط بالمشاريع العسكرية وتحقيق إرادة الشعب عن طريق التداول السلمي على السلطة.
س6: ليبيا تتأثر بما يحدث إقليميا ودوليا فكيف ترى علاقتها بتوس والجزائر؟ وتأثير الوضع في تونس خصيصا في ظل تواتر انباء عن إتخاذ باشا أغا للتراب التونسي لدول طرابلس أكثر من مرة؟
على الرغم من كل التدخل الأجنبي في البلاد إلا أن ليبيا حافظت على علاقات وطيدة مع اغلب دول جوراها وعلى رأسها تونس والجزائر اللتان كانتا دائما بجانب الشعب الليبي وتطلعاته بعيدا عن المشاريع الإقليمية التي أضرت بمستقبل الليبيين.
س7: من المفترض ليبيا وحكومة الدبيبة تسعى للتحضير للإنتخابات التشريعية تليها رئاسية ،أولا هل تتوقع وصول ليبا لهذا الإستحقاق الإنتخابي؟ثانيا في حال تعذر الأمر كيف سيكون الوضع في ليبيا؟
ليس من المتوقع تغيير الوضع الحالي إلا اذا تم التوصل إلى الية توافقية بين النواب والدولة ،وحكومة الدبيبة من الناحية العملية لا تستطيع إقامة الانتخابات لعدم سيطرتها على كامل البلاد .
س8: في النهاية أستاذ موى من المستفيد من عدم إستقرار ليبيا وبقاء التوتر والانقسام في هذا البلد؟
في الحقيقة في الوقت الحالي ليس هناك أي مستفيد لا داخلي ولا أجنبي إلا لا من بعض الدول التي دفعت بمشروع عسكري لحكم ليبيا . لكنها وبعد الفشل الذريع لهذا المشروع لم تعد مستفيد من أي وضع في ليبيا.والفرصة الآن مواتية جدا لليبيين من أجل وضع إطار متين لتجاوز هذه المراحل الانتقالية التي أنهكت البلاد والعباد واستنزفت الوقت والمال والجهد.
