“أطلنتس المفقودة.. الأسطورة الغارقة”
تعدّدت التعريفات والآراء حولها، وانتشرت أسطورتها منذ حوالي 2500 عام، فما قصتها، وما هي النظريات التي تتحدث عن أنها مدينة مفقودة، أو حتى ربما قارة بأكملها، أو فقط جزيرة؟ فما هي مدينة أطلنتس المفقودة.. ؟ انتشرت أسطورة أطلنتس منذ حوالي 2500عام، واستخدمت للإشارة إلى مجتمع يتميّزُ بامتلاكه مجموعة من الإنجازات المتطوّرة، سواء في مجال الهندسة، أو العمارة والمباني، أو القوّة العسكرية، أو الموارد الطبيعية. ومن التعريفات الأخرى لأطلنتس أنها مكان يمتلك حجم قارة، ويحتوي على الكثير من النباتات، والحيوانات، والمياه النقية، والتربة الغنية، وغيرها من المميّزات الأُخرى. وما قصة مدينة أطلنتس المفقودة؟ أصبحت مدينة أطلنتس وحضارتها المفقودة جُزءاً من الخيال البشري للعديد من السنوات، ولم تظهر أية معلومات أو دلالات تاريخيّة وأثريّة حولها. أما الظهور الأوّل لقصّتها فيعود إلى وصف الفيلسوف أفلاطون لها من خلال تأليفه نصاً حواريّاً بعنوان (تيمايوس)، يصف فيه حواراًبين سقراط وفيثاغورس، ويُشارك في هذا الحوار شخص صوفي اسمه “كريتياس” من خلال كلامه حول مدينة أطلنتس. وحرص الفيلسوف أفلاطون على تقديم وصف حول مدينة أطلنتس، فأشار إلى أنها أفضل مكانٍ يعيش فيه المهندسون والمعماريون.
كما قال إنها تحتوي على مجموعة من الموانئ، والمعابد، والأرصفة، والقصور، وإن أطلنتس بُنيت على تلّةٍ يُحيط بها الماء على شكل مجموعة من الحلقات المرتبطة مع بعضها البعض عن طريق الأنفاق. وساهم ذلك في السماح للسُفن بالإبحار فيها، إذ تشكّل حلقات الماء هذه باتصالها قناة كبيرة جداً تتصل مع المحيط. أسطورة مدينة أطلنتس المفقودة يُشير الفيلسوف أفلاطون في مؤلفاته إلى أن مدينة أطلنتس المفقودة حكمها “إله البحر اليوناني بوسيدون”، الذي حرص على استخدام أطلنتس للتعبير عن تقديره لزوجته عن طريق بناء بيت كبير لها على إحدى التلال في وسطها. كما يُوضّح الفيلسوف أفلاطون أن سُكّان المدينة هم من المهندسين الذين امتلكوا تكنولوجيا متطوّرة ومُتقدمة تفوق مناطق عالميّة أُخرى. أما سُكّان القُرى من الطبقة الثريّة في أطلنتس فقد سكنوا الجبال، ونهاية الأسطورة الخاصة بمدينة أطلنتس تكون بغضب الإله زيوس، ولكن لا تُخبر هذه النهاية إذا قرّر زيوس تدمير مدينة أطلنتس أم لا، فهي تكتفي بذكر وعيد زيوس بأن يلقّن أطلنتس درساً عنيفاً. نظريات عن مدينة أطلنتس المفقودة كما ظهرت العديد من النظريات حول مدينة أطلنتس المفقودة، وحرصت جميعها على توفير أسباب لاختفاء هذه المدينة، حيث ساهمت في رسم صور حول شكلها وطبيعتها. نظرية أطلنتس القارة وهي النظرية التي تُشير إلى مدينة أطلنتس على أنّها كانت قارة ظهرت في منتصف المحيط الأطلسي، وتعرضت للغرق المفاجئ. وترتبط هذه النظرية مع إدراك أن أطلنتس هي مكان موجود بالفعل، وليست أسطورة من تأليف أفلاطون، وظهرت في نهايات القرن التاسع عشر للميلاد من خلال كتاب المؤلّف إغناتيوس دونيلي وعنوانه “أطلانتس – عالم قبل الطوفان”، واحتوى الكتاب على جدل حول الإنجازات التي ظهرت في العالم القديم، وربطها الكاتب مع وجود حضارة ذات بيئة متقدمة. وقدّم دونيلي وصفاً عن أطلنتس قائلاً إنها قارة غرقت بالماء بناءً على المكان الذي حدّده أفلاطون في المحيط الأطلسيّ، والمشار له بالصخور الموجودة عند مضيق جبل طارق. نظرية أطلنتس المختفية في مثلث برمودا وهي نظرية اشتقت أفكارها من أفكار الكاتب دونيلي؛ إذ إنّ الكثير من المُؤلفين حرصوا على التوسّع في دراسة وإنشاء النظريات والتوقعات حول مكان أطلنتس، ومن أهمّ أولئك الكُتّاب تشارلز بيرليتز الذي ألّف الكثير من الكُتب حول الظواهر والأحداث الخارقة. ومن التوقعات التي أشار لها بيرليتز أن أطلنتس كانت موجودة بالفعل، وهي من القارات الواقعة مقابل جُزر البهاما، ولكنها اختفت في مثلث برمودا، ويشير بعض الأشخاص الذين يؤيدون هذه النظرية إلى عثورهم على آثار طُرقات وجدران مقابل ساحل بيميني، ولكن درس العلماء هذه الجدران والطُرقات، وتمكّنوا من الوصول إلى أنها مجموعة من الأشكال الطبيعيّة. نظرية أطلنتس هي أنتاركتيكا وهي النظرية التي تُشير إلى أن أطلنتس ليست إلّا صورة متطوّرة عن أنتاركتيكا في الوقت الحالي، وتنتمي هذه النظرية إلى تشارلز هابود من خلال كتابه المنشور في سنة 1958م بعنوان “قشرة الأرض المتحوّلة”؛ حيث يرى هابود أن القشرة الأرضيّة شهدت تحوّلاً قبل حوالي 12,000 عام. ونتج عن ذلك تغيّر مكان أنتاركتيكا من موقعها إلى موقع بعيد جداً، كما يقول إن هذه القارة شكّلت موقعاً لواحدةٍ من الحضارات المُتقدّمة، وأدّى التغيّرُ في موقعها إلى دفن الحضارة الأطلنتسيّة تحت الجليد. نظرية أطلنتس الرواية الأسطورية وهي النظرية التي تُخبرُ أن مدينة أطلنتس ليست إلّا مكاناً خياليّاً، أمّا قصة فقدانها فهي مشتقة من أحد الأحداث التاريخيّة، والمرتبطة بالفيضان الذي أثّر في البحر الأسود تقريباً في سنة 5600 ق م. وكان البحر الأسود في ذلك الوقت عبارةً عن بحيرة تُشكّل نصف حجمه في العصر الحالي، وانتشرت حوله الكثير من الحضارات التي واجهت الفيضانات القادمة من ماء البحر. نظرية أطلنتس هي الحضارة المينويّة وهي نظرية تقول إن أطلنتس هي الحضارة المينويّة التي وجدت خلال الفترة الزمنيّة بين 1600 إلى 2500 ق م، وهي حضارة ظهرت على جزيرتي تيرا وكريت إحدى الجُزر التابعة لليونان، وينتمي شعب الحضارة المينويّة إلى الحاكم الأسطوريّ مينوس، كما يُشار إلى أن هذه الحضارة هي الأولى في قارة أوروبا، وقد احتوت على العديد من الطُرق والقصور الجميلة. أطلنتس من وحي أفلاطون وهي النظرية التي تربط بين أفلاطون واختراعه لمدينة أطلنتس؛ أي أنها لم تكن موجودة فعليّاً، بل ظهرت نتيجةً لأفكار أفلاطون، وأن الحسابات الأفلاطونيّة لوجود أطلنتس ليست سوى خيال.
أسطورة أطلنتس حقيقة أم خيال من وحي أفلاطون والفلاسفة – YouTube