اختتمت الخميس الماضي بولاية ادرار احتفالات اليوم الوطني للامام والمتزامنة مع ذكرى وفاة العلامة الشيخ محمد بن لكبير رحمه الله والتى شهدت هذه السنة عودة كبيرة للواجهة بحضور المئات من الائمة والمشايخ والمحبين من تلاميذ الشيخ من خارج الولاية ومن داخلها.
الملتقى لهذه السنة حمل عنوان مختصر خليل ومحوريته في المذهب المالكي والدرس البلكبيري والذي جاء في قالب علمي محض اشرف على تاطيره عدد من الدكاترة والمشايخ من ادرار ومن خارجها بحضور جموع كبيرة من الائمة والطبة وبحضور رسمي للسلطات الولائية المدنية والعسكرية .
الملتقى الذي نظم بالمسرح الجهوي ادرار شهد بالموازة تنظيم معرض للكتاب حول حياة الشيخ بن لكبير رحمه الله بالاضافة الى مجموعة مخطوطات التي تحمل العديد من العلوم الفقهية والعلمية والاوقاف والسير .
نجل الشيخ بن لكبير رحمه الله الحاج أحمد بلكبير وخلال كلمته بمناسبة الملتقى أوضح اهمية اقرار يوماً وطنياً للامام والذي اقره رئيس الجمهورية بمرسوم رئاسيا العام الماضي، كما تحدث نجل الشيخ على دور المدارس القرءانية في تربية النشأ بالاضافة الى دور الامام الحضاري مذكراً من خلال مداخلته الافتتاحية بدور والده الشيخ بن لكبير في الثبات على المرجعية الدينية وفي ترسيخ العيش على الوحدة التي عمل الشيخ طيلة حياته للحفاظ عليها ودوام صفاء الدين ونقاء الشريعة من مختلف الاهواء فلم تستهويه رحمه الله على حد قول نجله الافكار الوافدة والتيارات الجارفة، بل عرف حسب قوله على الثبات على المبادئ والوفاء لمرجعيته التي تلقاها وعمل على ترسيخ هذه القيم وغرسها في نفوس طلبته فلم يخرج من الدنيا رحمه الله حتى ترك رجال يحملون لواء الدعوة الى الله ويسيرون على مناهجه فكانوا خير خلف لخير سلف .
الدكاترة والمشائخالمؤطرين للملتقى العلمي والذين هم من تلاميذ الشيخ محمد بن لكبير على غرار الشيخ الدكتور مولاي نورالدين والدكتور محمد جرادي والدكتور موسى اسماعيل والدكتور عبدالحميد كرومي تحدثوا عن الطرق التي اتتبعها الشيخ رحمه الله في تعليم ونقل اصول المذهب المالكي بين طرح الاشكال ان كان الشيخ رحمه الله اتبع في درسه المختصر استراح العراقيين او استراح القراويين ام سلك مسلك القاضي عياض في تنبهاته حين جمع بينهما .
الملتقى الذي دام ساعات طوال خرج منه المؤطرين والقائمين عليه بمجموعة من التوصيات اهمها تثمين مختلف التظاهرات الرسمية عبر مختلف ولايات الوطن احتفاءا باليوم الوطني للامام نظرا لدلالة التي يحظى بها الامام في المجتمع الجزائري والتأكيد على اصالة المناهج التعليمية التي اعتمدتها المدراس القرءانية عموماً ومدرسة الشيخ بن لكبير على وجه خاص وتثمين مساعي وزارة الشؤون الدينية والاوقاف في توحيد المقرارات التعليمية لفئة الطلبة المتفرغين في المدارس القرءانية وتشجيع الباحثين والاكاديميين للعناية بمصادر المذهب المالكي والنسج على منوال مختصر خليل في تقويم المذهب المالكي والدعوة الى ابراز جهود علماء الجزائر في خدمة مختصر خليل توثيقاً ونظماً وتحقيقاً وشرحاً وتدريساً عبر مختلف الوسائل والوسائط والدعوة الى ترقية هذا الملتقى الى ملتقى دولي يجمع مختلف الباحثين وطلبة الشيخ سيدي محمد بن لكبير من مختلف دول الجوار العربي والعمق الافريقي وطبع اعمال الملتقى لتعميم الفائدة وتثمين جهود السيد الوالي في خدمة القرءان الكريم واهله وتشجيع طلبة القرءان.
جدير بالذكر ان احتفالات اليوم الوطني للامامبادرار شهدت في يومها الختامي تدشين وافتتاح المجمع المدرسي لنجل الشيخ محمد بن لكبير ويعتبر هذا المجمع المدرسي كمنارة علمية اضافية للمدرسة القرءانية تساهم في دفع المستوى التعليمي لفائدة الطلبة الوافدين على مدرسة شيخنا الفاضل عليه رحمة الله حيث يحتوي المجمع على قاعات للتدريس وقاعات للبحث العلمي كما تم بالمناسبة افتتاح بيت عصري للوضوء بمسجد الشيخ بلكبير .
امسية اليوم الختامي ايضا شهدت ختم السكلة على روح المرحوم الشيخ سيدي محمد بن لكبير بحضور السلطات الولائية والمدراء التنفيذين ورساء الدوائر والبلديات وفعاليات المجتمع المدني وجمع غفير جدا من المواطنين والمحبين والائمة لم يسعهم المسجد ولامحيطه، كما شهدت ساحة الشهداء فعاليات الحافظ الصغير والتي شهدت مشاركة العديد من اطفال حفظة القرءان الكريم من مختلف الاعمار والاجناس استعرض خلالها الاطفال مختصر ما تعلموه من المدارس القرءانية من قرءان كريم وقصائد دينية وغيرها كما شهدت الاحتفالات لهذه السنة تغطية اعلامية كثيفة جدا لمختلف وسائل الاعلام المرئية المتطورة والمكتوبة حرصت على النقل الامثل للحدث بكل تفاصيله